Sunday, December 6, 2015

اللي راح عمره ما هيرجع




أنا مش عايز الزمن يرجع بيّا.. أنا بس عايزه هو اللي يجيلي.. طلب مش كبير أظن، صح؟

أنا مش عايز أصغر.. أنا هافضل في سنّي بس هأعمل اللي كنت باعمله وأنا أصغر..

محدش يقولي إستحالة!!!

 أنا ليه أحس إنّي مقيّد؟ في كل حاجة ومن كل حد؟ مع إني مش حاسس إن فيه حد مانعني من حاجة.. دي دماغي الظاهر..

"نوستالجيا"


أنا عايز أرجع وأنام على ضهري في العربية وأتفرّج على البنايات والشجر معديين بالمقلوب ولا كأنه أول فيلم سينما أشوفه في حياتي..

عايز أقول لأمّي تجيبلي سكر ناعم مش خشن علشان لما أحطّه على الزبادي ماحسش إنّي باكل رمل..

عايز أرجع خامسة إبتدائي لمّا كنت أنا وبنت في الفصل لوحدنا وقلتلها "ممكن نمرة تليفون بيتك؟" إبتسمت بعد السؤال علشان ماتحرجنيش وقالتلي "لأ" وده كان أول فرندزون أخده وحسّيت بعدها قد إيه الأفلام بتضحك عليّا وإنه مش سهل إن الواحد يطلب تليفون واحدة بيحبها..

عايز أرجع أطبّل وأزعق بين الحصص وميس ريهام تخش تهزأني ووشها يحمَرّ..

عايز أرجع أخد مصروفي الأسبوعي من جدّي اللي كان عشرة جنيه وباخلصه يوميها على كيس هينفجر حاجات حلوة من سوبر ماركت خالد..

عايز جدّي يرجع يزعقلي ويقولي مفيش مرواح للنادي قبل ما أحفظ السورة المطلوبة مني في حصة الدين وقعدت مع جدتي وهو يبص من البلكونة إذا كنت خلصت ولا لأ..

عايز أستخبّى تحت الترابيزة لما أسمع خطوات أبويا على السلم وهو راجع من الشغل بليل علشان أجري عليه وأحضنه قال يعني هافاجئه..

عايز أرجع ليوم الجمعة لما القناة التانية كانت جايبة فيلم Space Jam وانا كان عندي إمتحان دين يوم الحد وأقعد أبوس رجل أمي علشان أتفرج عليه للمرة السبعين ألف..

عايز أرجع أتخانق مع أختي على ريموت التلفزيون..

عايز أصحى على صوت واحد عمّال بينادي في الشارع على إسمي "يحيى.. يحيى" وأنا أتزاول مع إنه بيقول "بيكيا.. بيكيا"..

عايز أرجع أرخّم على العيال بتوع المدرسة اللي أكبر أو أصغر منّي بالنبلة.. معلش يا أحمد يا مروان..

عايز أرجع أتخانق مع الواد اللي شاط الكورة في بطني وأزعقله يقوم هو زاققني موقعني على الأرض قدام الناس كلها..

عايز أرجع أخد جايزة أحسن لاعب في الجيزة تحت 16 سنة لما كنت بلعب كورة طايرة..

عايز أفكِس لكلام مدرب السباحة لمّا يقولي عوم "كرول" وانا أعوم "باك".. يقولي "فراشة" أنزل تحت الميّة وأغوص..

مع العلم إن دي كانت تصفيات علشان أخش الفريق وانا طبعاً ما إتقبلتش..

عايز أرجع لمّا أتفرج على فيلم وإتنين بيبوسوا بعض تقوم أمّي تقولي "يا يحيى بصلي لغاية ما البوسة تخلص" ووشي يجيب ألوان من الكسوف..

عايز أرجع ألعب إستغماية مع ولاد خالي ومن كتر طولي مالاقيش مكان أستخبى فيه..

عايز جدي يصحّيني كل يوم جمعة على أحلى طبق فول ممكن أي حد يعمله..

عايز كل يوم سبت لما أروح لجدتي في مصر الجديدة تعملّي الملوخية اللي أكلها من هنا ودماغي تفضل تلف من هنا..

عايز أرجع وأخش مكتبة ديوان لأول مرة في حياتي من حوالي 7 أو 8 سنين (فرع مصر الجديدة) وأقرر إن ده مقر سكني الجديد بعد بيتي..


أنا مش طالب كتير.. بس وسط كل العك اللي بيحصل في الدنيا والتعقيد اللي الواحد بيواجهه في كل حاجة كل يوم.. مفيش قدامي غير مخيلتي اللي بيها هاسهّل على نفسي.. 






2 comments:

  1. I felt every single word! That's the best thing about having a vivid imagination; you get to re-live your favorite memories over and over again! :)

    ReplyDelete
  2. And that's why imagination is the best home that embraces you with all what you miss and wish to find :)

    ReplyDelete